كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



عنهم في حال ضعفهم، ومرضهم.
فقال عز وجل: {قُل أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذى خَلَقَ الأرض في يَوْمَيْنِ} اللفظ لفظ الاستفهام، والمراد به التهديد والزجر.
يعني: أئنكم لتكذبون بالخالق الذي خلق الأرض في يومين، يوم الأحد ويوم الاثنين.
فبدأ خلقها في يوم الأحد، وبسطها في يوم الاثنين، {وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا} يعني: تصفون له شركاء من الآلهة، {ذَلِكَ رَبُّ العالمين} يعني: الذي خلق الأرض، فهو رب جميع الخلق، ولو أراد الله أن يخلقها في لحظة واحدة لفعل، وكان قادرًا.
ولكنه أحب أن يبصر الخلق وجوه الأناة، والقدرة على خلق السموات والأرض في أيام كثيرة، وفي لحظة واحدة سواء، لأن الخلق عاجزون عن مثقال ذرة منها، وكان ابتداء خلق الأرض في يوم الأحد، وإتمام خلقها، وبسطها في يوم الاثنين.
{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ مِن فَوْقِهَا} يعني: وخلق في الأرض الرواسي.
يعني: الجبال الثوابت من فوقها، {وبارك فِيهَا} بالماء، والشجر، {وَقَدَّرَ فِيهَا أقواتها} يعني: قسم فيها الأرزاق.
وقال عكرمة: {قُدِر فِيهَا أقواتها} يعني: قدر في كل قرية عملًا لا يصلح في الأخرى، مثل النيسابوري لا يكون إلا بنيسابور، والهروي لا يكون إلا بهراة.
وقال قتادة: {وَقَدَّرَ فِيهَا أقواتها} قال: جبالها، ودوابها، وأنهارها، وثمارها.
وقال الحسن {وَقَدَّرَ فِيهَا أقواتها} قال: أرزاقها.
وقال مقاتل: يعني: أرزاقها، ومعايشها وروى الأعمش عن أبي ظبيان، عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: أول ما خلق الله من شيء، خلق القلم.
فقال له اكتب.
فقال: يا رب وما أكتب؟ فقال: اكتب القدر.
فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى يوم القيامة.
ثم خلق النون، ثم رفع بخار الماء، ففتق منه السموات، ثم بسط الأرض على ظهر النون، فاضطرب النون، فتمادت الأرض، فأوتدت بالجبال.
ثم قال: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} يعني: من أيام الآخرة.
ويقال: من أيام الدنيا، {سَوَاء لّلسَّائِلِينَ} يعني: لمن سأل الرزق ومن لم يسأل.
وقال مقاتل: {سَوَاء لّلسَّائِلِينَ} يعني: عدلًا لمن سأل الرزق، كقوله: {إِذْ دَخَلُواْ على دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بغى بَعْضُنَا على بَعْضٍ فاحكم بَيْنَنَا بالحق وَلاَ تُشْطِطْ واهدنآ إلى سَوَاءِ الصراط} [ص: 22] يعني: عدلًا.
وقال ابن عباس: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية، فقال: «خَلَقَ الأَرْوَاحَ، قَبْلَ الأَجْسَادَ بأَرْبَعِ آلافِ سَنَة» وهكذا خلق الأرزاق قبل الأرواح بأربع آلاف سنة {فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء}.
قرأ الحسن: {سَوَاء} بكسر الألف.
وقرأ أبو جعفر المدني: {سَوَاء} بالضم.
وقراءة العامة: بالنصب.
فمن قرأ: بالكسر، جعل سواء صفة للأيام، والمعنى في أربعة أيام، مستويات، تامات للسائلين.
ومن قرأ: بالضم، فمعناه في أربعة أيام وقد تم الكلام.
ثم استأنف فقال: {سَوَاء لّلسَّائِلِينَ} ومن قرأ: بالنصب.
يعني: قدرها سواء صار نصبًا على المصدر.
ومعناه: استوت استواءً.
{ثُمَّ استوى إِلَى السماء} أي: صعد أمره إلى السماء، وهو قوله: {كُنَّ} ويقال: عمد إلى خلق السماء {وَهِىَ دُخَانٌ} يعني: بخار الماء كهيئة الدخان.
وذلك أنه لما خلق العرش، لم يكن تحت العرش شيء سوى الماء كما قال.
وكان عرشه على الماء، ثم ألقى الحرارة على الماء حتى ظهر منه البخار، فارتفع بخاره كهيئة الدخان، فارتفع البخار، وألقى الريح الزبد على الماء، فزيد الماء، فخلق الأرض من الزبد، وخلق السماء من الدخان وهو البخار.
ثم قال تعالى: {وَهِىَ دُخَانٌ}، {فَقَالَ لَهَا وَلِلاْرْضِ} يعني: للسماء، والأرض، {ائتيا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} يعني: اعطيا الطاعة، طوعًا أو كرهًا.
يعني: ائتيا بالمعرفة لربكما، والذكر له طوعًا، أو كرهًا، {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} فأعطيا الطاعة بالطوع.
ويقال: كانت السماء رتقًا عن المطر، والأرض عن النبات، فقال لهما {ائتيا} يعني: أعطيا، وأخرجا ما فيكما من المطر، والنبات منفعة للخلق إن شئتما طائعين، وإن شئتما كارهين.
{قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} يعني: أخرجنا ما فينا طائعين غير كارهين.
وروي عن مجاهد أنه قال: معناه يا سماء أبرزي شمسك، وقمرك، ونجومك، ويا أرض أخرجي نباتك طوعًا، أو كرهًا.
ويقال: هذا على وجه المثل، يعني: أمرهما بإخراج ما فيهما، فأخرجتا طائعتين.
قوله عز وجل {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سموات في يَوْمَيْنِ وأوحى في كُلّ سَمَاء أَمْرَهَا} يعني: أمر أهل كل سماء بأمرها.
قال السدي: خلق في كل سماء، خلقًا من الملائكة، {وَزَيَّنَّا السماء الدنيا بمصابيح} يعني: بالنجوم {وَحِفْظًا} يعني: من الشياطين أن يسترقوا السمع {ذلك} أي: الذي ذكر من صنعه {تَقْدِيرُ العزيز} في ملكه {العليم} بخلقه.
{فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ} أي: خوفتكم، {صاعقة} أي: عذابًا، {مّثْلَ صاعقة} أي: مثل عذاب {عَادٍ وَثَمُودَ}.
وقال مقاتل: كان عاد وثمود ابني عم، وموسى وقارون ابني عم، وإلياس واليسع، ابني عم، وعيسى ويحيى ابني خالة.
ومعنى: الآية إن لم يعتبروا فيما وصف لهم من قدرتي، وعظمتي، في خلق السموات والأرض، وأعرضوا عن الإيمان.
فقال: أنذرتكم عذابًا مثل عذاب عاد وثمود، أنه يصيبهم مثل ما أصابهم.
قال الفقيه أبو الليث رحمه الله: أخبرني الخليل بن أحمد.
قال: حدّثنا علي بن المنذر.
قال: حدّثنا ابن فضيل، عن الأجلح، عن ابن حرملة، عن جابر بن عبد الله: أن أبا جهل، والملأ من قريش، بعثوا عتبة بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه، فقال: له أنت يا محمد خير أم هاشم؟ أنت خير أم عبد المطلب؟ فلم تشتم آلهتنا، وتضلل آباءنا، فإن كنت تريد الرياسة عقدنا لك لواء، وكنت رأسًا ما بقيت.
وإن كنت تريد الباءة، زوجناك عشرة نسوة تختارهن، من أي حي، من بنات قريش شئت.
وإن كنت تريد المال، جمعنا لك من أموالنا، ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك.
فلما فرغ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرحيم حم تَنزِيلٌ مّنَ الرحمن الرحيم} إلى قوله: {مّثْلَ صاعقة عَادٍ وَثَمُودَ}.
فأمسك عتبة على فيه، وناشده بالرحم أن يكف.
ثم رجع إلى أهله، ولم يخرج إلى قريش، واحتبس عنهم.
فقال: أبو جهل: والله يا معشر قريش ما نرى عتبة إلا وقد صبأ، فأتوه.
فقال أبو جهل: والله يا عتبة ما حبسك عنا إلا أنك قد صبوت إلى دين محمد، وأعجبك أمره، فغضب عتبة، وأقسم ألا يكلم محمدًا أبدًا.
وقال: إني أتيته، وقصصت عليه القصة، فأجابني بقوله والله ليس فيه سحر ولا شعر، ولا كهانة فأمسكت على فيه، وناشدته بالرحم أن يكف، وقد علمتم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم إذا قال قولًا، لم يكذب.
فخفت أن ينزل بكم العذاب.
ثم قال تعالى: {إِذْ جَاءتْهُمُ الرسل مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} يعني: من قبل عاد وثمود، {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} يعني: من بعد عاد وثمود، {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله} يعني: ألا تطيعوا في التوحيد غير الله.
وهذا قول الرسل لقومهم، فأجابهم قومهم: {قَالُواْ لَوْ شَاء رَبُّنَا لاَنزَلَ ملائكة} ولم يرسل إلينا آدميًا، {فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافرون} أي: جاحدون.
وقد قيل في قوله: {مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ} يعني: خوفوهم من بين أيديهم من أمر الآخرة، وحذروهم النار، ورغبوهم في الجنة.
{وَمِنْ خَلْفِهِمْ} يعني: زهّدوهم في الدنيا، فلم يقبلوا، وقد قيل: {مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} يعني: ما خلق قبلهم، كيف أهلكهم الله، ومما خلفهم من أمر الآخرة.
{فَأَمَّا عَادٌ فاستكبروا في الأرض} يعني: تعظموا عن الإيمان عن قول لا إله إلا الله، {بِغَيْرِ الحق وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}.
يقول الله تعالى: {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَهُمْ} وقواهم، {هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} يعني: بطشًا، ولم يعتبروا بذلك.
{وَكَانُواْ بآياتنا يَجْحَدُونَ} يعني: جاحدين بما آتاهم هود عليه السلام، أنه لا ينزل بهم.
قوله عز وجل: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} يعني: ريحًا باردًا، ذا صوت ودوي تحرق، كما تحرق النار.
ويقال: {رِيحًا صَرْصَرًا} أي: شديدة الصوت، {فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ}.
قال مقاتل: يعني: شدائد.
وقال الكلبي: يعني: أيام مشؤومات.
قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، {فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ} بجزم الحاء، والباقون: بكسر الحاء، ومعناهما واحد.
ويقال: يوم نحس، ويوم نحس، وأيام نحسه، ونحسه، والنحسات جمع الجمع.
{لّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخزى} يعني: العذاب الشديد في الدنيا، قبل عذاب الآخرة.
وهذا كقوله: {ظَهَرَ الفساد في البر والبحر بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى الناس لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الذي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41] يعني: ليصيبهم بعض العقوبة في الدنيا.
كقوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مّنَ العذاب الادنى دُونَ العذاب الأكبر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} يعني: يتوبون.
ثم قال عز وجل: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا في أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ} يعني: أشد مما كان في الدنيا.
{وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ} يعني: لا يمنعهم أحد من عذاب الله، لا في الدنيا، ولا في الآخرة.
{وَأَمَّا ثَمُودُ} قرأ الأعمش: {ثَمُودُ} بالتنوين.
وقراءة العامة بغير تنوين.
{فهديناهم} يعني: بيّنا لهم الحق من الباطل، والكفر من الإيمان.
وقال مجاهد: {فهديناهم} أي: دعوناهم.
وقال قتادة ومقاتل: بيّنا لهم.
وقال القتبي: دعوناهم، ودللناهم، {فاستحبوا العمى عَلَى الهدى} يعني: اختاروا الكفر على الإيمان.
ويقال: اختاروا طريق الضلالة، على طريق الهدى، {فَأَخَذَتْهُمْ صاعقة العذاب الهون} والصاعقة هي العذاب الْهُونِ.
يعني: يهانون فيه.
ويقال: الهون الشديد.
{بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} يعني: يعملون من الشرك، والمعاصي.
قوله عز وجل: {وَنَجَّيْنَا الذين ءامَنُواْ وَكَانُواْ يتَّقُونَ} يعني: آمنوا بصالح النبي عليه السلام، وَكَانُوا يَتَّقُونَ عقر الناقة، ويتقون الشرك، والفواحش.
ثم قال عز وجل: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء الله} يعني: يساق أعداء الله، وهم الكفار والمنافقون، {إِلَى النار}.
قرأ نافع: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ} بالنون، أعداء: بالنصب، على معنى الإضافة إلى نفسه.
وقرأ الباقون: بالياء والضم.
{يُحْشَرُ أَعْدَاء الله} على معنى فعل ما لم يسم فاعله، ويوم صار نصبًا لإضمار فيه.
يعني: واذكر يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ الله إلَى النَّارِ، {فَهُمْ يُوزَعُونَ} يعني: يحبس أولهم: ليلحق بهم آخرهم.
وأصله من وزعته أي: كففته.
{حتى إِذَا مَا} يعني: إذا جاؤوها، ما صلة في الكلام.
يعني: جاؤوا النار، وعاينوها.
قيل لهم: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام: 22] فقالوا عند ذلك وَالله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ فيختم على أفواههم، وتستنطق جوارحهم، فتنطق بما كتمت الألسن، فذلك قوله: {جَاءوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ} يعني: آذانهم بما سمعت، {وأبصارهم} يعني: أعينهم بما نظرت، ورأت، {وَجُلُودُهُم} يعني: فروجهم، {بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} يعني: بجميع أعمالهم.
قوله تعالى: {وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ} يعني: لجوارحهم.
وقال القتبي: الجلود كناية عن الفروج، {لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواْ أَنطَقَنَا الله الذي أَنطَقَ كُلَّ شَىْء} يعني: أنطق الدواب، وغيرهم، {وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} يعني: أنطقكم في الدنيا، {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} في الآخرة.
يقول الله تعالى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ} يعني: ما كنتم تمتنعون.
ويقال: ما كنتم تحسبون، وتستيقنون، {أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أبصاركم وَلاَ جُلُودُكُمْ ولكن ظَنَنتُمْ أَنَّ الله لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مّمَّا تَعْمَلُونَ} من الخير، والشر، {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الذي ظَنَنتُم بِرَبّكُمْ أَرْدَاكُمْ} يعني: ذلك الظن الذي أهلككم.
ويقال: {أَرْدَاكُمْ} يعني: أغواكم.
ويقال: أهلككم سوء الظن.
وروى الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَقُولُ الله تعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي».
وقال الحسن: إن المؤمن أحسن الظن بربه، فأحسن العمل.
وإن المنافق أساء الظن بربه، فأساء العمل.
{فَأَصْبَحْتُمْ مّنَ الخاسرين} يعني: صرتم من المغبونين.
{فَإِن يَصْبِرُواْ} على النار، {فالنار مَثْوًى لَّهُمْ} أي: مأوى لهم.
ويقال: هذا جواب، لقولهم: {اصبروا على ءالِهَتِكُمْ}.
يقول الله تعالى: {فَإِن يَصْبِرُواْ فالنار مَثْوًى لَّهُمْ}، {وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ} أي: يسترجعوا من الآخرة، إلى الدنيا، {فَمَا هُم مّنَ المعتبين} أي: من المرجوعين إلى الدنيا.
ويقال: {وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ} يعني: وإن يطلبوا العذر، {فَمَا هُم مّنَ المعتبين} أي: لا يسمع، ولا يقبل منهم عذر. اهـ.